نقد لكتاب رمالات الجرعاوي

الحلقة الأولى قراءة نقدية في

كتاب:

رمالات الجرعاوي
بـروايـــة التـــاريـــــــخ

قال تعالى
(اياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم)
" سورة الحجرات أية 13"

بقلم /منصور الفهيد

بكالوريوس تاريخ – جامعة الملك سعود

بعد قراءة معمقة للمسودة النهائية لكتاب (رمالات الجرعاوي- برواية التاريخ) لمؤلفه (أ.سعود العابد) - الكتاب تحت الطبع - كان اللافت لانتباهي والأمر الذي شدني لقراءته وكتابة هذا المقال هو أنني كنت اقرأ لكتاب مبني على دراسة علمية بحثية عن تاريخ منطقتنا "منطقة الجوف"، ومن وجهة نظر المراقبين والمهتمين الدارسين للتاريخ تكمن أهمية هذا الكتاب، ودورة في إعادة قراءة تاريخ المنطقة الحافل بالأحداث بعيدا عن الاجتهاد الشخصي للعديد من الكتابات التي انتشرت في الآونة الأخيرة عبر مؤلفات لا حصر لها عن الجوف.. تلك المؤلفات التي يشتم منها القارئ البسيط روائح التحيز التي أزكمت الأنوف، أو كتب لآخرين اقل ما يقال يوجه لها من نقد وجود القصور في التفسير والتحليل الموضوعي مع الانسياق وراء نص لرحالة أوروبي مستشرق جاء للمنطقة لأهداف استطلاعية سياسية أكثر منها لغرض الاستكشاف علمي أو من اجل التوثيق التاريخي عن المنطقة.
إن كتاب (رمالات الجرعاوي – برواية التاريخ) كتاب استطاع مؤلفه (أ. سعود العابد) أن يبحث في تاريخ صراعات الجوف بصورة موضوعية وعلمية موثقة، مع تحليل منهجي لأبعاد السيطرة والهيمنة على الجوف، مع تفسير للأسباب القابعة وراء تحرك القوى القبلية المسيطرة آنذاك على المنطقة..إضافة لاستعراضه لطبيعة العلاقة بين أحياء دومة الجندل حيث استخدم المؤلف تفسير (ايفيز – بريتشارد) للنظام والسلام في المجتمعات التي لا رأس لها – لا زعامة لها – حيث يرى هذا التفسير انه في ظل غياب الزعامة المركزية ،يصان السلام نتيجة المعارضة المتساوية بين جماعات تقسيميه.فقد كان الوضع فوضوي بعد انتهاء الدولة السعودية الأولى مما ادخل أحياء واحة الجوف في دوامة من الصراعات التي نتج عنها العديد من التحالفات والتكتلات، لكن المؤلف لا يرى في نهاية المطاف أن هذا التفسير وحده غير كافي لفهمنا للعلاقة بين تلك الأحياء..!!

يلاحظ قارئ الكتاب أن المؤلف سعى إلى تثبيت المنهج التاريخي المقارن من خلال العمل على معالجة نصوص مصادره التاريخية، وذلك بإجراء مقارنة بين المرويات الشعبية،والقصائد الشعرية التي قيلت في مناسبة الحدث وتناقلتها الأجيال من جهة مع ما ورد من نصوص جاءت في كتابات الرحالة الأوربيين عن تلك الأحداث بل عمل الكاتب على التمازج بين تلك النصوص حسبما جاء في مقدمة الكتاب عبر معالجة موفقة.

وحول أسباب تسمية الكتاب بـ(رمالات الجرعاوي) يقول لنا المؤلف أن السبب في ذلك جاء من باب التحديد والتخصيص فـ"الرمالات" فخذ كبير من (شمر) أبناءه منتشرين في كافة أنحاء الجزيرة العربية، ولكنني أتحدث بشكل خاص عن رمالات سكنوا في فترة تاريخية محددة لحي (الجرعاوي) الواقع ضمن أحياء دومة الجندل،وكانت لهم معارك وحروب على تلك الارض.
في الفصول الأولى للكتاب يوضح لنا المؤلف على أن "رمالات الجرعاوي" هم في الأصل من "الخطباء" المعروفين حتى وقتنا هذا في محافظة (جبة) مستندا بذلك على ما نصت علية وثيقة الأمير/ عبيد الرشيد تلك الوثيقة التاريخية التي مضى عليها مائتين عام،والوثيقة التي يكشف عنها الكتاب (أصل الوثيقة موجودة في دارة الملك عبد العزيز – قسم المخطوطات التاريخية) وبذلك تكون وثيقة الأمير/عبيد الرشيد هي تأكيد في أي عوائل "الرمالات" يعودون بشكل دقيق ،كما انها وثيقة اعتمدت في عهد الدولة السعودية الثالثة في تملكهم لأرض (الجرعاوي) – هذا ما أكده الأمير/ عبد الرحمن السديري – رحمه الله – حين كان حاكما لمنطقة الجوف من خلال إحالة معاملة أبناء عوائل الجرعاوي الحاليين التي تطالب بتملكهم لأراضي الجرعاوي حيث أصدرت المحكمة بعد اطلاعها على الوثائق الصك الشرعي رقم (111) وذلك بتاريخ (29/ 3/1385هـ) - ، والوثيقة تعتبر على درجة من الأهمية لدلالتها على تاريخ الغزوة الأولى للأمير/ (عبيد الرشيد) على رأس ثلاث آلاف رجل من قبيلة (شمر) بتوجيه من أمير الجبل أخيه مؤسس أمارة الجبل (عبد الله العلي الرشيد) وتحدد تاريخ خضوع واحة الجوف تحت حكم أمارة الجبل، كما تكشف لنا عن المناوئين من أبناء أحياء دومة للوجود (الشمري) في تلك الواحة.
وحول نسب (رمالات الجرعاوي) يقول لنا الكتاب أنهم أسر عريقة خرجت من واحة (جبه) لتسكن في حي (الجرعاوي) احد أهم أحياء دومة الجندل حيث كان خروجهم مابين عام (1228هـ) الى (1234هـ) أي بعد نهاية الدولة السعودية الأولى تقريبا ومع انبعاث الدولة السعودية الثانية(1238هـ) تقريبا.
وهذا ما يؤكده المؤرخ الأمير/ عبد الرحمن السد يري – رحمه الله - في كتابه (وادي النفاخ)(صفحة 126) أن "رمالات الجرعاوي" قدموا من قرية "جبه" ويرجعون في نسبهم إلى فخذ"الرمالات" من "شمر" وهو أحد أهم بطون "زوبع" وجدتهم (الغفيله) من "علي بن زوبع" من (سنجاره) من (قبيلة شمر).
مستشهدا بما ذكره المؤرخ الدكتور/ عبد الله بن صالح العثيمين في كتابه (أمارة آل رشيد) عن نسب أبناء هذا الحي، ومتفق بذلك مع ما أوردة العلامة (أبي عبد الرحمن عقيل الظاهري) في كتابه (تاريخ نجد في العصور العامية).

من محاور الكتاب الرئيسية التي عالجها معالجة علمية بحثية هو ما هو ثابت في تاريخ الجوف من حدوث مواجهتين بين (رمالات الجرعاوي) كامتداد لحكم (الرشيد) وولاء له ضد القوى المناوئة لـ(شمر) وعلى رأسها قبيلة (الرولة) الغنية عن التعريف حيث كانت الواقعة الأولى عام (1269هـ -1853م) حين غزا الشيخ (فيصل الشعلان) دومة الجندل، والثانية في عهد الشيخ(نواف النوري الشعلان) عام (1326هـ -1909م) حسب ما جاء في كتاب (وادي النفاخ) فبعد إن قاموا ببناء وتشييد قصر(الجرعاوي) المعروف على يد أبناء تلك الأسرة أصبح نقطة ارتكاز محورية لعناوين أحداث رسمت تاريخ "دومة الجندل" في تلك الفترة الزمنية من خلال الدور الذي لعبه هذا الحي في مسألة الصراع الذي كان قائما للهيمنة على "الجوف"كنوع من امتداد نفوذ القوى القبلية الموجودة داخل دومة الجندل أو جاءت من خارجه والتي كانت تتحرك ضمن إطار أجندة اكبر ألا وهو الصراع بين الإمبراطوريتين العثمانية من جهه والبريطانية من جهة أخرى كما يفسر لنا ذلك كتاب (العثمانيون في شمال الجزيرة العربية ) للكاتب (مطلق البلوي).

كما تطرق الكاتب لكافة النصوص التي تناولت دور (رمالات الجرعاوي) بـ"دومة الجندل" بعد نزوحهم من واحة "جبه" التي كتبها أغلب المستشرقين الأوربيين إن لم يكن جميعهم الذين زاروا "الجوف". إضافة للمستشرقين الأوربيين نجد المؤلف يستعرض أيضا ما كتبه المؤرخين السعوديين، وأيضا ابرز ما جاء على لسان المؤرخين العرب المهتمين بالمناطق الشمالية للمملكة( رحلة التنوخي نموذجا)،كما تطرق لدراسات علمية للحصول على أعلى الشهادات ومنها رسالة الدكتوراه من اعرق الجامعات البريطانية لـ(الدكتورة/ مضاوي الرشيد) في كتابها (السياسة في واحة عربية - أمارة آل رشيد) (صفحة 164) الذي هو في الأصل رسالة الدكتوراه الموثقة والمدققة علميا من قبل أعضاء المناقشة في جامعة كمبريدج العريقة حيث تطرقت (د. الرشيد) وتناولتهم تحت تفسير التوسع والتمدد في بدايات (أمارة الرشيد) مؤكدة أنهم كانوا السبب الرئيسي وراء غزو (عبيد ابن الرشيد) إلى الجوف نصرة لهم، وهذا يأتي متما هيا مع ما تؤكده الوثيقة التي منحها (عبيد ابن رشيد) لهم والموجودة حاليا (بمتحف دارة الملك عبد العزيز بالرياض) ما اعتبره مؤلفنا إحدى الدلائل القطعية في تفسيره لا سباب الغزو ووقوع واحة دومة الجندل آنذاك تحت حكم الجبل الذي امتدت إلى قرية (كاف) وما جاورها من قرى .
أما من حيث المؤرخين السعوديين فبالإضافة إلى (الأمير/ عبدا لرحمن السديري ، ود. عبد الله العثيمين، والعلامة أبي عبدا لرحمن عقيل الظاهري) الذين سبقت الإشارة لمؤلفاتهم نجده يورد لنا الكاتب ما ذكره المؤرخ (سعد الجنيد ل ) في كتابة (بلاد الجوف) (صفحة رقم 118) حيث يقول بما نصه:[ الحي السابع هو حي الدلهمية كان في السابق صغيرا وقريبا من حي خذما فيه "عشرين" عائلة تنحدر وسكان حي السراح من الذين هم من حلفاءهم من منبت واحد ، كان بينهم وبين سكان خذما والجرعاوي المتحالفين نزاع قديم ، ومنذ ثمان سنوات يوم وطد ابن رشيد حكمه في أرضه أنتصر لأنسابه في الجرعاوي فدمرت عساكره حي الدلهمية ونهبوه وخربوا بساتينه وقطعوا نخله وطمروا آباره ولم يتركوا لأهله سوى الحياة]
أما الرحالة الأجانب والمستشرقين الأوربيين فعلى سبيل المثال تناول الرحالة الفنلندي (اوغست والن) الذي قال لنا انه ذكر لنا عند مغادرته الجوف وكان أهل حي (خذماء) على وشك الانتهاء من إعادة بناء (حي الجر عاوي) كنوع من أنواع العقاب الذي فرضه (الأمير/ عبيد ابن رشيد) على أهل (خذماء) للتخاذل الذي وقع من قبلهم لـ(رمالات الجرعاوي) الذين وقفوا معهم وهبوا لنجدتهم ونصرتهم في مواجهتهم مع أبناء اثنين من أحياء دومة هما: (الدلهمية) و(السراح(، وهذا ما يستعرضه لنا (د.عوض البادي) في محاضرته بالنادي الأدبي بسكاكا عام (1424هـ) والتي كانت بعنوان (الرحالة الأوربيين الذين زاروا الجوف).

( وللحديث بقيه )

الحلقة الثانية : قراءة نقدية لكتاب:

رمالات الجرعاوي
بـروايـــة التـــاريـــــــخ

إن أهمية الكتاب انه يسجل لنا من منطلق علمي الدور الرئيسي والهام المحوري الذي لعبه أبناء حي (رمالات الجرعاوي) في مواجهتين معروفتين مع قبيلة الرولة كإحدى اكبر القوى القبلية الضاربة آنذاك في شمال الجزيرة العربية والمدعوة في تحركها هذا لاحتلال الجوف من قبل دول كبرى تريد قطع الإمدادات بالمؤن والذخيرة والسلاح للجيش العثماني والتي كانت أمارة الجبل (وحكامها من الرشيد) معنية ومسئولة عن حماية تلك الخطوط لذا كان التحرك (الشعلاني) بتوجيه واتفاق مع الحكومة البريطانية حسب ما جاء في كتاب (العثمانيون وشمال الجزيرة العربية) لمـؤلفه (مطلق البلوي) لإشغال أمارة الجبل من الجهة الشمالية عبر الهجوم على دومة الجندل واحتلالها متفق بذلك مع ما ورد في كتاب (جون .س.ولينكسون) في كتابه( حدود الجزيرة العربية قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر رسم الحدود عبر الصحراء).
إضافة لذلك نجد أن الكتاب حرص على استعراض القصائد الشعرية التي قيلت في ذلك الوقت مع تلك الأحداث والتي تأتي بمثابة السجل الذي يسطر لنا الحقائق عن تلك الوقائع والأحداث التي جرت. لترسم لنا جميع تلك المصادر من كتب المؤرخين والمستشرقين،و المرويات الشعبية مع القصائد الشعرية الصورة الحقيقة حول تاريخ الجوف بشكل يندر مثيلها مقارنة بالكتب التي تحدثت عن الجوف، كما نجد في المعالجات التحليلية المستندة على مجموع المصادر ما يتوصل إليه القارئ حول الدلائل القطعية عن أسباب الغزوة الأولى لأمارة الجبل على يد (عبيد ابن رشيد) بأمر من أخيه (الأمير/ عبد الله العلي الرشيد)،والتي تنهي المعالجات إلى أنها كانت أولا نصرة لأنسابه (رمالات الجرعاوي) . ومن تلك القصائد قصيدة لـ للشاعر المشهور(طعمه الرمالي) احد أبناء حي الجرعاوي والتي يقول مطلعها:
من ربعنا شمر تجيك المراكيب
كل (ن) يدور حاجة (ن) له بدوره

وفي هذه الفترة قام (عبيد ابن رشيد) بإنشاء قصره المسمى ( خزام) بدومة الجندل من أنقاض حي (الدلهمية) وطلب من جميع أبناء دومة المشاركة في بناءه وسماه بـ"خزام" كناية عن "خزم" اهل دومة الجندل،وقصر" خزام" لم يتبق منه في وقتنا الحالي بعض من أسواره الخارجية .

"المواجهة الأولى"
يؤكد لنا الكتاب انها جرت بين قبيلة الرولة بقيادة ابرز شيوخها وهو الشيخ(فيصل الشعلان) و(رمالات الجرعاوي) حيث يذكر لنا انه بعد وفاة مؤسس أمارة الجبل الأمير/ عبد الله العلي الرشيد حدث فراغ سياسي اعتقد معه اغلب زعماء أحياء دومة الجندل أن عهد حكم (آل رشيد) قد انتهى عن واحة الجوف ليتقدم (خليف بن حطاب السراح) حسب ما ذكره كتاب (أوراق جوفية) لمؤلفه(معاشي بن ذوقان العطية) في ( صفحة95) انه دعا (فيصل ابن شعلان) عام (1269هـ) لاحتلال الجوف وانه تشكل حلف بينهما لاحتلال الجوف واستشهد (ابن ذوقان) بأبيات لابن سراح مثبت بذلك مناشدته فيها (الشيخ/ فيصل الشعلان) للقدوم إلى الجوف واحتلالها ومن تلك الأبيات:
هل الهلال وصار مثل الحنيه
وانا اتحرى فزعتك يابن شعلان

ثار الدخن من كل نقب وثنية
وتعاطوا المثلوث طليقين الأيمان

لتحدث المواجهة التي على أثرها تكبدت قبيلة الرولة العديد من الخسائر في الأرواح نظرا لتحصن (رمالات الجرعاوي) واستبسالهم في الذود عن حيهم وما فيه من نساء وأطفال ومنازل، ولإيضاح حقيقة هذه الموقعة نجد أن المؤلف (ابن ذوقان) في صفحة (94)و(109) يورد القصيدة المشهور لـ(نعيم الرمالي) احد شيوخ حي الجرعاوي ومنها الأبيات التالية :

يادار جونا مثل ورد البهومي
بـدو وفلح وخالطينه تهــامي

وثارن عليهم مثل نفض الهدومي
ملح الشفا ومخلط ملح شـامــــــي

وقفوا عنه مثل الحصان العزومي
عقب الممانع بدلوا بانهزامـــــــــي

وحماك ربك وحتموك القرومي
بصنع الفرنجي يكسرن العظامــــي

يوم انها بـ(رد) النقاء ذاك يومي
خليتهم في ساحتك كالرجامــــــي

يوم الفتايل با العلالي تزومي
في قصرك اللي كنه الحيد زامي

ومن جالها ندعي عظامه لهومي
ونطليه طلية أجرب راح دامـــــــي

دار ذرانا عن هبوب السمومي
ترمي ولا يرمى عليها الكلامـــــــي

يا حلو مقطانه ليالي الوسـومي
ون جنك القلطان قبل الجهامـــي

الحر منزاله بروس الخشومي
والتبع منزاله جذور العدامي

لم تمضي أيام حتى استقر الحكم في أمارة الجبل بتولي الأمير(طلال بن عبد الله الرشيد) حكم الأمارة خلف لأبية..ليوجه بإرسال حملة عسكرية بقيادة عمه (عبيد الرشيد) وأخيه (متعب الرشيد) لإعادة السيطرة على الجوف وإخضاعها لحكم (الجبل) حيث استطاع استعادة الجوف وتم اسر (حطاب ابن خليف السراح) و(غالب بن حطاب السراح) بالحيلة ردا على استخدامها من قبل (الشيخ / فيصل بن شعلان) بمساندة (ابن سراح) من اجل القضاء على حي( رمالات الجرعاوي) المناوئ بطبيعة الحال لحكم (ابن شعلان) ليأمر (ابن رشيد) بإعادة بناء حي (رمالات الجرعاوي) عام (1269هـ - 1853م) كما يذكر لنا ذلك الرحالة الايطالي (كارلو جوارماني) في كتابه (الخمسة) وهذا أيضا ما يؤكده (د. البادي) في المحاضرة التي سبق أن أشير لها.
ومن القصائد الشعرية التي قيلت قصيدة (عبيد ابن رشيد) :

ماهو مهمن فيصل وابن هذال
اللي مهمن بلشة به مهـــــنا

إلى قوله:

يامن يخبر فيصل فرز الأبطال
ان الجبل دونه على الضد حنا

يوم الوغى نلحق على كل مشوال
ومطارق والموت بأطرافهن

ستين يوم بأوسط الجوف نزال
وركابنا يم الجبل يسفرنا

نهجت يم (...) والصيد صلال
والعوج لو كثرن فلا يثمرنا

ولا تبي لك عند الاطعاس غربال
انشد عن اللي جا باطرافهن

يرميك يومنك تسريت الارشال
اللي تبي لك خشرة في وطنا

ومن قصائد (عبيد الرشيد) التي ذكرها بعد إعادة سيطرته على الجوف القصيدة التي مطلعها:

طلبت علام السراير والاسرار
علام مافي الصدر لوكنت مخفية

ومنها:
وحطاب هو وخليف جلبوا من الدار
والقصر مافك المخلايق مبانية

هذي بدل هاذيك اخذنا بها الثار
ومعروفكم ياعيد ماني بناسيه

وأيضا قال (عبيد ابن رشيد) قصيدة أخرى هي :
يالله ياللي للجزيلات وهاب
تعطي وإلا جزل العطا منك ممنون

إلى قوله:
عقب اربع تلفي عزيزين الاقراب
اللي قديم عن الديرة يحامون

إشارة واضحة في البيت السابق لرمالات الجرعاوي

وبدل ماكزيت خطب وانجاب
لابد مانمشي وناصل على الهون

فإن كان تشكي خليف وحطاب
فالله حسيب اللي بعهده يبوقون

وهي عادته جر الهلايب والانشاب
من خلقته لـ السوء والشر ماعون

يلاحظ القارئ إشارة الأمير/ عبيد الرشيد إلى أن (فيصل الشعلان) و(ابن هذال) لايعتبرهم قضية بالنسبة له ،ويوضح في أبيات أخرى مصير كل من (غالب وحطاب السراح) هو الأسر ،كما يشير إلى أن حملته تلك كانت من اجل نجدة أهل الجرعاوي الذين أشار إليهم بعزيزين الاقراب، وبذلك يكون ابن رشيد قد أنهى تمرد ابن سراح بمساعدة (ابن شعلان) .

(وللحديث بقية)

الحلقة الثالثة : قراءة نقدية لكتاب:

رمالات الجرعاوي
بـروايـــة التـــاريـــــــخ

يتناول الكتاب ضمن محاوره (المواجهة الثانية) والتي جرت مع قبيلة الرولة فكانت عام (1909م) بقيادة ابرز شيوخها وهو (نواف النوري بن شعلان) بناء على مناشدة من احد زعماء أحياء دومة الجندل وهو (زبن ابن قعيد) الذي كان له دور كبير في إقناع (الشيخ/ نواف بن النوري بن الشعلان) انه لكي يستتب له الحكم في الجوف ويطمئن أن يكثف جهوده الحربية بتدمير الأحياء الموالية (لابن رشيد) وعلى رأسها بالطبع حي (رمالات الجرعاوي) وكذلك حي (خذما) لأن جزء منهم يسكن فيه بناء على وثيقة (عبيد ابن رشيد -1258هـ) وهذا يتفق مع ما ذكره كتاب الرحالة التشيكي (لويس موزيل) الذي يصف لنا ما جرى أثناء القتال من اجل السيطرة :[خلال وقت قصير كان (نواف) محاصراً بعدد من أهل (الجوف) ومن جميع المستويات وكانوا يتوسلون له لكي ازور مرضاهم وجرحاهم.لقد تم اخذي إلى عدة أحياء يقطنها أصدقاء ورعايا نواف من هذه المناطق كانت هناك منطقتين مدمرتين بشكل كامل . لقد واجهت رجالاً يدفعون أمامهم صغار النخيل المصادرة من بساتين أعدائهم المنهزمين .
أما الجرحى فكانوا في حالة مزرية فجروحهم مليئة بالصديد ومتسخة , أطرافهم متورمة والجميع يعاني من الحمى . لقد علمت بأنه حتى الآن قد قتل أكثر من ثلاثمائة مقاتل وان إطلاق النار لازال مستمراَ.]
إلى أن يصل بنا الرحالة التشيكي (لويس موسيل) الذي سُمي بالشيخ(موسى الرويلي) انه في نهاية الأمر استطاع الشيخ (نواف النوري الشعلان) تحقيق أهداف حملته العسكرية بالسيطرة التامة على دومة الجندل.

ومن القصائد التي تناولت تلك المعركة مع الشيخ (نواف النوري ابن شعلان) هو ماجاء على لسان الشاعر:عابد بن سليمان بن فياض الرمالي احد أبناء (الجرعاوي) بعد استيلاء (الشيخ/ النوري ابن شعلان) وابنه (الشيخ / نواف) الذي اقسم انه لو تمكن من الشاعر/ عابد لقتله وقطع لحمه حين وصلته هذه القصيدة وخصوصا ما ورد في البيت الثامن من هجاء لابن شعلان تقول القصيدة:
يادار يالي بين ابـــــــــاالقيس وفلوق
اليوم مـــــــــا منا عليك الســـــــلامي

جعلك بنجم تالي الليل حـــاقــــــوق
يضربك يادار الخنا بانــهشــــامي

وجعل المـــــــحل عليك مـطــلـــوق
جعله عليك ثمـــــــــانين عامــــي

من بعد اخو شاهه، وعساف، وصفوق
ومن بعد ذاك الوجــــية الكـــــرامي

كم باب شيخ بعد الانفتـــــاح مغلوق
وقهاوي ما قلط بــــــها طــــــعامي

اكل مواكيل وتقول اني مـــــاذوق
ونفس تهيا لها من الله ســقامــــــي

من حكمكم يا خليف عساه ممحوق
اطلب من الله ما هو لكم بالتمامي

شيخ ولالنا بالــــحيلات والبوق
ماوليته بالســـيف والبزر حامي

قلبي على لام الرفقات مشـــلوق
شلق الجديد مفصل الخام شامي

وعندك خبر خشت ربوعي مع السوق
صبيـــان خذماء ناقضــين الحزامي

وقصيدة(عابد) جاءت رثاء على ما حدث من خديعة للشيخ(عساف) و(صفوق) ،وهنا يفسر لنا المؤلف شواهد قصيدة عابد بن سلمان بن فياض الرمالي على النحو التالي:
1-إن(عساف)و (صفوق) وهم من حي الدرع قد قتلا غيلة.
2-أن حكم (ابن شعلان) للجوف وسيطرته عليها كانت نتيجة استغلاله وتوظيفه للصراعات القائمة بين أحياءها ورغبتهم بالانتقام من بعض حيث عمل بنظرية فرق تسد وهذا ما تحقق فعلا له (ابن ذوقان).
3-أن شيخ الدغمان من الروله (درزي) حين أدرك انه خدع كان اضعف من أن يقف بموجب أعراف وعادات شيوخ القبائل في وجه (النوري ابن شعلان) وان يكون موقفه أكثر صرامة ولكنه خشي المواجهة.
4-أن الشاعر عابد الرمالي من (الجرعاوي) في هجائيته هذه كان يمثل موقف كافة أبناء حي الجرعاوي والأحياء المناوئة (لابن شعلان) في ذلك ومنها حي (خذما) حيث يسكنه جزء من رمالات الجرعاوي على اثر ماجرى فيبينهم وبين حي (الدلهمية) و(السراح) الوقت الرافض علناً لحكم (ابن شعلان) وخضوع الجوف تحت سيطرته..
في المقابل نجد أن المؤلف يورد لنا رد الشاعر (مسلم الوردي) بهذه القصيدة على الشاعر (عابد الرمالي ) ويذكر منها :

راكب اللى رعيها قطف زملوق
تقطع معاليق الرسن و الخزام

حمراء عليها من الشحم تقل زرنوق
وتفز فز مجفلات النعام

قم اركبه يامسندي يابو مرزوق
ابيك توصل يم عابد كلامي

يقولون لا ياكل طعام ولا يذوق
مخطي وقولوله يفك الصيام

الى قوله في رده على عابد الرمالي
:
ان كان تبكي دور خذماء مع السوق
للحشر ما تبــــــــعث مباني خزام

وان كان تبكي دور عساف وصفوق
قبلك بكينى بالـــــمديرس عمــــــام

وش مزعلك من دورنا ياسهف روق
حنا صبرنا لك تســــعين عــــــام

يستعرض لنا المؤلف أيضا شواهد قصيدة "مسلم الوردي" على النحو التالي :
1-تؤكد على أن حكم (الرشيد) للجوف قد دام (تسعين) عام.
2-ُفهم من رده انه اعتبر أن حكم (الرشيد)هو حكم للشاعر(عابد الرمالي) والمقصود شمر
3-إشارته لقصر (خزام) جاء تأكيدا على أن ذلك القصر يعتبر رمزا لحكم أبناء رمالات الجرعاوي (الخطباء) للجوف..
4-يرى أن حكم (الرشيد) للجوف قد ولى وانتهى وانه حان الآن دور حكم (ابن شعلان).
5-يشير الشاعر الوردي إلى ان (عابد) ليس من أهل خذماء ولا من أهل السوق فلماذا تدافع عنهم..؟!!
6-يتطرق الوردي إلى ما حدث في موقع يقال له (المديرس) على يد (عبيد الرشيد) حين غزا الجوف في المرة الأولى حيث اعدم فيه أكثر من عشرين شخص تقريبا في هذا الموقع من المناوئين له في حكم الجوف.

إضافة لما سبق نجد أن الكاتب يستمر باستعراض تطورات الوضع بعد مقتل (عامر المشورب) إلى أن يصل بنا إلى قيام الدولة السعودية الثالثة على يد المؤسس حيث يؤكد لنا أن موقف أبناء (رمالات الجرعاوي) من قيام الدولة السعودية الثالثة كان منذ اللحظة الأولى هو : بأن رمالات الجرعاوي كانوا من أوائل المبادرين لمبايعة الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه - حيث توجه كل من (الشيخ/إبراهيم بن سلمان العابد) ، و(الشيخ/ حسين بن هذيل) ،و(الشيخ/ ساكت بن وارد بن هذلول) والشيخ(ضيف الله بن هزاع ) بالذهاب إلى الرياض ممثلين عن كافة (رمالات الجرعاوي) ووجهاء عن (وادي السرحان) أيضا.. للمبايعة ولقد استقبلوا في الرياض وتم الترحيب بهم واستمر تمسكهم وإيمانهم بقيادة هذا البلد على أساس الولاء والطاعة حتى يومنا هذا حيث تقلد أبناءهم العديد من المناصب القيادية والعليا من مدنية وعسكرية في الدولة.

الكتاب يعتبر وثيقة تاريخية هامة عن تاريخ المنطقة، ومرجع يعتمد علية وذلك لما فيه من توثيق على أسس علمية يندر وجودها في المؤلفات التي سبق أن كتبت عن تاريخ المنطقة.

الأخ / الفاضل.................... منصور الفهيد

أشكرك على هذا الموضوع وأحييك و ارفع لك قبعتي احتراما لهذا النقد الذي أوردته

ولكن ذكرت في نقدك لكتاب رمالات الجرعاوي وجود وثيقة للأمير / عبيد بن رشيد مفادها أن رمالات الجرعاوي يرجعون الى عائلة ( الخطباء ) من شمر .

ياليت تورد لنا نص الوثيقة ؟!!!
وكيف اعلم بأنها ليست مزوره ؟ !!!
وتقبل فائق احترامي وتقديري

ملاحظة : في حال عدم ظهور الصوره الرجاء الضغط على الرابط في الاسفل

http://up2.m5zn.com/photo/2009/3/14/04/2vw4figw3.bmp/bmp

الأخ العزيز / سيف شمر

صورة الوثيقة في الأعلى

أما بالنسبة لسؤالك عن تفسيرها فهو كالآتي :

[الحمد لله وحده
بيان ثمن الجرعاوي...
ثم تستعرض الوثيقة اسماء الأشخاص الذين طلب منهم التعويض وطبيعة التعويض
لانهم كانوا وراء السبب في مؤامرة ماحدث للجرعاوي على النحو الاتي :

1- عشرين نخله من عبدالعزيز الهباس
2- وعشرين نخله عند مناور الهباس
3- عشرين نخله عند دواس المرعي
4- خمسة عشر نخله عند محمد ابو حشام
5- خمسة عند عبدالله الصالح

والملاحظ انهم جميعهم من أهل( خذماء) احد أحياء الجوف

وجاء ايضا في نص الوثيقة على ان هذا التعويض : عونه( للخطباء ومعينهم عبدالله) اللذين هم أهل الجرعاوي المتضررين .
(ان تسمية الامير/ عبيد الرشيد لهم بالخطباء منذ ذلك التاريخ مايؤكد على انتسابهم لعائلة الخطباء من الرمال تحديدا)
المقصود بمعينهم عبدالله: هو حاكم الجبل (عبدالله بن العلي الرشيد)
و بالنسبة لعيون الماء فان عين الزغبي وهي احد عيون خذماء .أذا كانت جاريه بنصف يوم وان كانت سقياها بسواني فبيوم كامل .
وكذالك بحر شقرى وهي احد عيون خذماء ايضا ا مثل سقيا عين الزغبي.

أما بالنسبه عن السؤال الثاني وهوعن مدى صحتها وانها ليست مزوره ؟

فان دارة الملك عبدالعزيز- ممثلة بإدارة المخطوطات
فهي من قامت بفحص الوثيقه فنيا والتاكد من سلامتهاوصحتها من حيث عدم وجود اي ملاحظات عليها
وفي مرفقات الكتاب خطاب واضح من دارة الملك عبدالعزيز يفيد بصحتها مؤرخ وموقع من مدير الداره .
والمؤكد ان (ابن رشيد) طلب من حي خذماء بناء الجرعاوي وانهم امضوا ثمان سنوات في بناءة واضطروا لاسكان رمالات الجرعاوي في حيهم اي بخذماء طوال فترة البناء
اتمنى ان اكون وفقت بالاجابة على استفسارك اخي سيف شمر
وتقبل خالص تحياتي
اخوك /منصور الفهيد

الأخ / سيف شمر
بعد السلام و التحية

استغرب من سؤالك السابق للأخ / منصور الفهيد عن صحة الوثيقة

بما أن الأخ/ منصور الفهيد ذكر أن الوثيقة معروضة بدارة الملك عبدالعزيز فلا اعتقد أن الدارة تعرض وثائق فيها اشتباه أو عليها لبس كالتزوير وغيره

أحببت أن أشارك بهذه المداخلة وشكراً

أخوكم البدر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاستاذ / منصور الفهيد وأخواني مشرفي وأعضاء هذا المنتدى

أسال الله ان يعينكم ويوفقكم ويجعل عملكم خالصا لوجهه

وان يكتب لكم الأجر بميزان حسناتكم

وأتمنى ان يكون هذا "الكتاب"وقراءات الاخرين من باب الفائدة والعظة من الماضي ودروسه وبعيد عن التفاخر والتكابر
تقبلوا تحيتي واحترامي
دمتم بصحة وعافية وخير
أخوكم/
نهار الشمري

أخي الغالي ابوتركي
بارك الله فيك على هذا الطرح البناء والمتميز
اتفق معك ان الملفت للانتباة انه كتاب علمي من الطراز الاول
استوقفتني كثرة المراجع..
اسجل اعجابي بعنف بقلمك الرائع لا هنت اخي المحب

دائما فى تميز ودائما تأتينا بالجديد والجميل
لك منى أرق التحية
اخوكم/
خلف الشمري

[/center]

تحيه إجلال وتقدير لك على هذه القراءه الجيده للكتاب والتى
من خلالها تم إيجاز واختصار مرحله تاريخيه سابقه ابان اماره ال رشيد وتوسع نفوذ تلك الاماره حتى شلمت منطقه الجوف وفعلآ كان احد اهم اسباب الامير عبيد ال رشيد هو ما تعرض له اهالي هذا الحي - الجرعاوي - من ضغوط ومضايقات انتهت بهدم القصر الخاص بهم من قبل مؤامره بين السراح وحليفه المعتاد - فيصل الشعلان
وكانت بمثابه الشراره الاولى للصراع بين ال رشيد وبين تلك القوى المتحالفه والتى انتهت بــ إخضاع الجوف كاملآ تحت نفوذ اماره الجبل
وانهاء سيطره ال سراح على منطقه الجوف
واليكم جزء من المعلومات على هامش - ذلك الصراع
1) تشييد قصر خزام على مرتفع رملي في منطقه يقال لها ( خذماء ) ومازالت اطلال تلك القصر موجوده الى الان وهي عباره عن بقايا السور العام لذلك القصر مجاورآ بمسافه قليله لحي الجرعاوي
2)
ما ذكرت الكتب حول مصاهره الامير عبيد ال رشيد لاهالي الجرعاوي
القاسم المشترك هو زواجه من وضحى ابنت الشيخ نعيم الا ان الجزم الاكيد يثبت انها اخت وشقيقه للشيخ نعيم
والشاهد على ذلك قصيده شعريه للامير عبيد
عمومآ انا في عجله من امري وسوف اثري هذا الموضوع ببعض الشواهد
لي عوده

الاخ : منصور الفهيد

تطرق في الحلقه الثانيه في نقدك لكتاب ( رمالات الجرعاوي ) بوجود تحالف بين ابن سراح مع ابن شعلان لمواجهة رمالات الجرعاوي .

هل تطرق الكتاب لاسباب العداوه بين الطرفين ( السراح و رمالات الجرعاوي ) ؟ وماهي العداوة ؟

علما بان الطرفين يعودون الى قبيله واحده وهي ( شمر )

ارجوا الايضاح وتقبل تحياتي

الأخ / نايف السرحاني

أشكرك على هذا السؤال والذي ذكرت فيه هل تطرق الكتاب لأسباب العداوة بين "رمالات الجرعاوي" و" السراح" .. ؟! لقد تطرق الكتاب لثلاث روايات حول اسباب العداء والملاحظ وجود طرف ثالث يكون سببا في العداء اما الروايات الثلاث فهي على النحو التالي:

الرواية الأولى (العامل الاقتصادي):

العامل الاقتصادي..حيث يؤكد الكتاب على انه لوقوع حي الجرعاوي في الجهة الجنوبية من ( دومة الجندل )وبعد استقرار اصحابه الذين قدموا من واحة جبة كان سبب وراء إنشائهم مشرع الحلال الذهوب ( المفقودة ) حيث كانت بمثابة مكسب وغنيمة بالنسبة "لأهل الدلهميه" الذين هم في حلف مع" السراح" قبل قدوم "رمالات الجرعاوي" ولكن بقيام حي الجرعاوي افقدهم هذا الامتياز حيث اصبح الحلال السائب يمر على حي الجرعاوي . وبقيام أبناء حي الجرعاوي بسقيا حلال أبناء البادية قد كان له الدور في خسارة المادية لحي الدلهمية والذين كانوا يأخذون من أهل الحلال مبلغ مالي على سُقيا الحلال . مما حد أهل الدلهميه بان ينهوا أهل الجرعاوي المتدينين الذين يرون انه من الحرام اكل السائبه بل لابد من ارجاعها الى اصحابها، واعادتها لأهلها البدو الذين ينزلون في محيط واحة دومة الجندل، اضافة لوضع المشارب للحلال ،ادت تلك العوامل الى دخول اهل حي الدلهميه في خصومة مع رمالات الجرعاوي الذين رفضوا الانصياع لمطالب اهل الدلهمية مماجعل حلفاءهم ( سراح ) يتدخلون مؤيدين موقف أهل حي الدلهميه ومهددين باستخدام القوة .

الرواية الثانية( تحالف رمالات الجرعاوي مع اهل خذماء):

الرواية الثانية تقول انه بعد استقرار أبناء حي الجرعاوي حدث تقارب بينهم وبين أهل ( خذماء ) إلى درجة الحلف مما أدى إلى حدوث نوع من عدم التوازن بين طرفي الصراع التاريخي والقائم بين كل من ابناء حي خذماء والدلهميه . ومع تصاعد الخصومات كان لابد من التخلص من هؤلاء الخصمين في كل من ( خذماء و الجرعاوي ) .

الرواية الثالثة( خصومتهم مع الدرع):
أيضا من الأسباب التي تطرق لها كتاب "رمالات الجرعاوي" حول جذر العداوة بين "رمالات الجرعاوي" و"أبناء حي السراح" وتحديدا "خليف بت حطاب السراح" زعيم حي "السراح" هو أن "ابن درع" كان ممثلا للدولة السعودية الأولى في الجوف (كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد ) لمؤلفه ( عثمان بن بشر ) والمعروف أن "ابن السراح" كان يرفض الانضمام والدخول تحت راية الدولة "السلفية السعودية الأولى" ومن يمثلها وقد يكون ذلك بسبب انه يرى في نفسه أحق من "ابن درع" فلم ينضم ولم يخضع رافضا تلك الدعوة وبقي شاذا عن بقية أحياء الجوف أي معادي للدعوة السلفية..وقد حصلت مواجهات بين "السراح" و"ابن درع" ولكن مع نهاية الدولة السعودية الأولى وانبعاث الدولة السعودية الثانية استقر "رمالات الجرعاوي" في دومة الجندل نازحين من جبة (الأمير/عبدالرحمن السديري،وادي النفاخ،ص 175)..ونظرا لإتزامهم الديني واقرب للدعوة السلفية فمن الطبيعي كانت استجابتهم لاستغاثة "ابن درع" حين طلب نجدتهم في إحدى مواجهاته مع "السراح" وفعلا ناصروه، وأعادوا الأمور إلى نصابها والشاهد ما جاء في هذه القصيدة التي يذكر فيها "ابوعرضه /متروك البصيص" والتي منها :

ياراكب من فوق حره تكب اكـــــور حــــره
لطيار علــــوم تسره الطيار ياحامى خوره

إلى قوله
حطاب حكم الجوف فاتك صار خــلال بلهاتــك
حطاب من سوى سواتك حتى العين قضيت قعوره

حكـــم الســوق راع كــــل لابن درع طــاع
حط لك الجنيدى الفين صاع ما طعت الجنيدى بشوره

حدرنا كريشان الرهيمي والدخن قابس تقل غيمي
حدرناه سوات البهيمي والغوج نطــات زروره

حدرناه والناس ترعى من مارد لقصر ابن مرعي
حدرناه والحق شرعي كله لعين زغـــروة نوره

الاجبه زمول الهدادى معـــهم ابوعرضه يــــنادى
بايدهم مرهفات جدادي وكــــل ماضيات خبــوره

أما حول نسب "السراح" فالكتاب تطرق على عجالة إلى الجدلية والإشكالية المعروفة حتى وقتنا هذا حول نسبهم بأن هناك من يقول أنهم يرجعون إلى قبيلة "السراحين" وآخرين يقولون إلى "شمر" وتحديدا "الجربا" من شمر.. وان كان يرى المؤلف أن انتسابهم إلى السراحين أو شمر هو انتساب لقبيلتين معروفتين بأمجادها وعراقتها وأصالة مواقفها وشموخها (شمر أو السرحان)..بل أن المؤلف (سعود العابد) يرى أن "السراح" يشرفون من ينتسبون لهم من القبيلتين فهم رجال عرف عنهم بأنهم يتحلون بالشجاعة والكرم ،وكان لديهم طموح بزعامة الجوف،وهذا يدل دلالة على مدى اعتزازهم بذاتهم ورؤيتهم لمكانتهم،ولا يعتبر على الإطلاق انتقاص من حقهم..وان صدامهم مع "عبيد الرشيد"مبني على أساس إنكم بايعتم بالولاء والطاعة لأمارة الجبل ولكن بمجرد وفاة الأمير/عبد الله العلي الرشيد، حدث منكم نكوص عن العهد والميثاق ولهذا كان متحامل عليهم ،والدلالة على خشية "عبيد الرشيد" منهم الإجراء الذي اتخذه بأن سجنهم في "حائل" منعا لتكرار ماحدث.

واللافت للانتباه هو أن المؤلف (أ.العابد) يستغرب من تركيز كثير من الكتابات على مسألة النسب حين يتم التطرق إلى "السراح" في حين توجد مسألة اهم تحتاج إلى تفكيك ومعالجة بموضوعية حول موقف "السراح" من الدولة السعودية الأولى، وأمارة الرشيد..فيرى أن على الباحثين مراجعة الظروف التي أدت إلى اتخاذ زعماء السراح لتلك المواقف بعناية وحرص دون أي استنقاص من قدر هذه الأسرة.
وفي هذا الشأن تجد ان الكتاب يطرح عدد من التساؤلات المشروعه والمنطقية حول الإشكالية الاهم في موضوع "السراح" على التحو التالي :

[من المعروف أن اغلب أحياء دومة الجندل لها ولاءات لقبيلتها التي هو امتداد لها وتمثلها ،فعلى سبيل المثال نجد أن "رمالات الجر عاوي" حين استعانوا بالأمير/ عبد الله العلي الرشيد لان الرشيد والرمالات من قبيلة واحده هي "شمر"، ولكن موقف السراح يضعنا المنطق أمام إشكالية تاريخية تحتاج إلى تفكيك وهي :

1- بما أن "السراح" رفضوا الدخول تحت لواء الدولة السعودية الأولى لانه دخول تحت راية قبيلة وزعامة ليست "شمرية" وكانوا على خلاف مع "الدرع" ( كتاب البادية بين عراقة الماضي و أصالة الحاضر ) المؤلف ( محمد خالد الشرعبي ).

2- وبناءا على ما سبق فإن هذا يعني أيضا أنهم كانوا على خصومة مع حكام حائل في عهد الدولة السعودية الأولى (العلي). ( المرجع عنوان المجد في تاريخ نجد ) المؤلف ( عثمان بن بشر ).ايضا ( كتاب الجوف وادي النفاح للمؤلف الامير / عبد الرحمن السديري ) .

3- إذا من المفترض أن يكون "السراح" أول من رحب بقدوم "عبيد الرشيد" لإخضاع الجوف تحت إمارة الجبل لان الرشيد من نفس القبيلة التي من المفترض انتماءهم لها ولكن ماحدث هو العكس في مواقفهم. نفس المرجع السابق .
4- وإذا علمنا أن الثابت في التاريخ أن شيوخ وكبار "الجربان" كانت بينهم وبين المؤسسين " عبد الله وعبيد الرشيد" علاقة حميمية واحترام متبادل ونسب ولذا كان من المفترض أن "السراح" يكون أول المبايعين عند خضوع دومة الجندل لأمارة الجبل.

5-ثم لماذا بمجرد وفاة الأمير / عبدالله العلي الرشيد وفي ظل الفراغ السياسي في أمارة الجبل- اعتقد ( سراح ) ان امارة الرشيد انتهت في الجوف بعد وفاة عبد الله الرشيد- ليطلب ابن سراح من ابن شعلان ان يحكم الجوف .
6-ثم لماذا استنجد "السراح" بقبيله لا تمت لهم بصلة بل على خصومه مع "شمر" وهي قبيلة الرولة وشيخها "فيصل الشعلان" (كتاب الباديه) المؤلف (محمد خالد الشرعبي ).وايضا ( كتاب ارواق جوفيه للمؤلف معاشي ذوقان ) .

7- وايضا لماذا اتجه الابن غالب لشيخ البلقاء المعروف/ نمر العدوان للتوسط لدى حكام الجبل في إطلاق سراح الأب حطاب وإرجاعه لحيه بالجوف ولم يذهب لشيوخ الجرباء.
واخيرا ماهو معنى الاستنجاد بفيصل الشعلان فهل هذا يعني عدم القدرة على مواجهة رمالات الجرعاوي لوحدهم ام انها لعلاقة وطيدة بينهم وبين الشعلان..؟!!
إن هذه التساؤلات بحاجة إلى تفكيك ومعالجة موضوعية مقنعة ونظرا لأن الكتاب أورد "السراح" ضمن السياق التاريخي في استعراضه لمجريات الأحداث بالجوف فقد تطرق لهم من هذا الباب لذا قد تكون هناك إجابات لدى كبار سن من السراح الحاليين تجيب على معضلة تواجههم اعتبرها الكاتب ذات أهمية اكبر من مسألة النسب أو سرد الأحداث التي جرت لهم..اتمنى ان اكون اخي نايف اجبت على تساؤلاتك وشكرا لاي مداخلة مفيدة تخدم تاريخ المنطقة .

[/b][/center]

موضوع: من اهلكم في جبة الجمعة مارس 27, 2009 5:00 pm

[size=24]

من
<<جبة>>
الى
((رمالات الجرعاوي))
نهدي لكم الاعتزاز والفخر
من القلب إلى القلب
لـــــــــــكــم وبكـــــــــــــم
نقف وقفة
إجلال الصمود ضد جيوش الطغاة
قاومتم الخنوع والخضوع
فكانت وقفات العزة والكرامة
وملحمة الوفاء وانتصار الشجاعة
لتسطروا معاني التضحية العظيمة بدم وارواح طاهرة

نرسل لكم
تحيات الفخر والمجد

يا احفاد وابناء
<<الخطيب مبارك>>
وسلالته
يا اهلنا وعزوتنا
تحية معطرة بالحب ومسطرة بالمودة
تحية لشموخ العزة والإباء
وتحية لبحور الجود والعطاء
تحية لتاريخ انجمه اضائة
الدروب وكانت علامات في السماء
سماء الشمال وسهول وصحاري ووديان الشمال
تحية لــكــم
ياعزنا وعزوتنا
رفعتم راس شمر
في الايام العبوس

[/size][/b]

الاخ..نهار الشمري
الاخ ..خلف الشمري
والاخ.. ليبرل القريات
والاخ.. سيف شمر
والاخ.. نايف السرحاني
والاخ..بلاتينيوم
اشكركم جميعا على مروركم على الموضوع..كمااشكر لكم مشاركتكم الفعاله واسئلتكم عن الكتاب

فلكم منى كل تقدير وا حترام
وتقبلوا تحياتي

اخوكم/

منصور الفهيد
[/b]

السلام عليكم..يعطيك العافيه على الموضوع الشيق

ولكن بالمناسبه الوثيقه لم تفتح لدي ولكن ذلك ليس مهم بالنسبه لي

استفساري أخي العزيز .. هو .. ماهي الأحياء الي كانت ضد ابن رشيد في دومة الجندل ومع ابن شعلان

وهل هناك تحديد لأسماء اشخاص في هذه الأحياء قتلهم ابن رشيد ؟.

وشكرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي عودة للنقد باذن الله وارجو تقبلي بصدر رحب

السلام عليكم
سؤالي للاستاذ منصور الفهيد
هل تناسبتم مع جماعتكم أقصد تزوجتم او زوجتم احدا من جماعتكم الخطباء اللي في جبه ؟
وهل ممكن ذكر اسماء العوايل اللي تم تزويجهم ؟

وهل تناسبتم مع احد من قبيلة شمر بشكل عام سواء في منطقة الجوف او من الخارج مع ذكر بعضا من هؤلاء العوايل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الاخ العزيز صاحب الموضوع عندي استفسار عن عائلة متواجدة الان في الجوف دومة الجندل

وهم مشهورين سابقا باسم الخطبا و الخطيب الى عهد قريب وهم الان يتسمون باسم غير ذلك

وهم الان باسم السليمان الفلاح . وهم من اكثر العوائل بالجوف ارتباط باسرة السراح سابقا نسبا

حتى ان كبيرا لهم يسمى حمدان الملقب ( ابو النصائح ) بعد سقوط الجوف في يد ابن رشيد واسر جميع السراح

لم يتعرض له ابن رشيد باذى بسبب معرفته السابقة انه من الخطبا وايضا معرفتة بانه حاول جاهدا اقناع ابن سراح في

العدول عن عداوة ابن رشيد بقولة لا تعادي ابن عمك ولكنهم اطلقو عليه اسم ابو النصايح ولم يطاع .

الان ماهو دور هذا اللقب لهذه العائلة باللقب الذي ينتسب الية سكان حي الجرعاوي حاليا

ومن هم الخطبا الرمالات هل هم سكان الجرعاوي او الخطبا في حي السعديين سابقا السليمان حاليا .

وايضا اتمنى ادراج الردود من جميع المشاركين حتى يكون الطرح حقيقيا وموضوعي وليس مجرد طرح مقالي .