غرب مفارقة بينما ولي الأمر مع المواطن نجد العنقري ضد المواطن ..!!

أأغرب مفارقة

بينما ولي الأمر مع المواطن

نجد العنقري ضد المواطن ..!!

بقلم الدكتور/ سعود البلعاسي

Sa222ud@hotmail.com

بينما تصب كافة جهود حكومتنا الرشيدة عبر قراراتها الواضحة وتوجيهاتها المستمرة المستنفرة لكافة مؤسسات وقطاعات الدولة والتي من بينها - إن لم تكن أهمها – المؤسسة التعليمية المتمثلة " بوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي " للارتقاء بالمواطن من خلال الارتقاء بمستواه التعليمي . حيث قامت على تطوير وصيانة البنى التحتية الضرورية لتلبية احتياجات أبناء الوطن الذين هم في ازدياد مستمر، هذا إذا علمنا أن المملكة حلت بالمرتبة ال(40) من أصل(230) دولة من حيث نسبة النمو السكاني بنسبة بلغت (2.24) حسب تقرير الأمم المتحدة لسكان العالم عام 2006م. الأمر الذي أدى إلى إصدار قرارات بشرت بإطلاق العديد من الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة في كافة مناطق المملكة وأغلب محافظاتها حكومية كانت أو أهلية. حيث بلغ عدد الجامعات (30 جامعة) بينما بلغ عدد الكليات والمعاهد (23) .

ولقد رافق تلك القرارات جهود تنفيذية جبارة استطاعت ترجمة تلك القرارات إلى واقع ملموس والدفع بعجلة التنمية عدة خطوات للمضي قدما نحو بناء جيل قادر على مواكبة الحياة بتطوراتها المتسارعة. وتعزيزاً لمسيرة التنمية تم تخصيص (137) ملياراً و(600) مليون ريال لقطاعات التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة . وهذا يؤكد حرص القيادة الرشيدة على الاستثمار في الإنسان السعودي باعتباره المحور الحقيقي للنهوض بالمجتمع لتحقيق تنمية حقيقية شاملة.

لا يختلف اثنان من أبناء هذا الوطن أن " وزارة التعليم العالي " حظيت باهتمام كبير من ولاة الأمر خاصة في الآونة الأخيرة . حيث قدموا ما عليهم تقديمه ليضعوا ثقتهم بالقائمين على الوزارة ملقين مسؤولية تحقيق المنفعة الكلية لكافة أبناء الوطن من طلبة ودارسين على السواء، ولا يختلف اثنان أيضا أن هذه الجامعات فضلاً عن كونها منارات للعلم هي أيضاً تُعد فرصة وظيفية قدمها ولاة الأمر لأبناء هذا الوطن بمختلف شاغليها سواءً كان ذلك من خلال وظائفها الإدارية بمختلف أقسامها أو من خلال تعيينهم كمعيدين أو محاضرين أو كأساتذة وأعضاء هيئة تدريس.

وهنـــا بيــت القصيــــــد ....

حيث جاءت مواقف وزارة التعليم العالي ممثلة بالوزير والمجلس الأعلى للجامعات ومديري الجامعات مخيبة للآمال حين اتخذت موقف المتفرج على ما يتخذه اغلب مدراء تلك الجامعات من سياسات رافضة لتعيين أبناء هذا الوطن من حملة المؤهلات العالية حين يتقدمون لهذه الجامعات حاملين شهاداتهم وخبراتهم أملاً بنيل فرصة خدمة وطنهم بما يتوافق مع ما يحملونه من مؤهلات ، إلا أنهم سرعان ما تتحطم آمالهم ويُرفضون بحجج لا تمت للعدل أو المساواة بصله بعيدة كل البعد عن ما يُسمى – المصداقية أو الشفافية – في التعامل .. أهمها " ما يُقال لنا شفهيا " المتمثل برفض خريجي اغلب جامعات الدول العربية خاصة الجامعات " الأردنية والسورية " دون وجود سبب لذلك رغم وجود حاجة للتخصص أو شغل تلك الوظيفة بمتعاقد لابن الوطن أحقية فيها ، ضاربين بعرض الحائط ما وُضع من خطط تنموية تكفل الحقوق والواجبات من خلال تطبيق مبدأ العدل والمساواة بغية توفير حياة كريمة ينعم بها " ابن الوطن " في ظل هذا الوطن المعطاء.

المفارقة الغريبة والعجيبة هنا ،،،،، هي أنني قرأت لك مراراً يا معالي الوزير كما قرأ الكثير غيري - وخاصة الذين عانوا ما عانيت- أنك دائماً ما تنوه وتحرص على مسألة " إحــــــلال السعــــودي بدلاً عن المتعاقـــد " الأمر الذي شجعني وشجع الكثير من زملائي الذين اعرف على التفاؤل وعدم اليأس. ولكن في كل مرة نخرج فيها محاولين طرق الباب مجدداً بحثاً عن أمل يُعيد لنا الثقة بجامعاتنا نعود إلى منازلنا محملين بإحباط أكثر مما ذهبنا به.

يا معالي الوزير .... أليست وزارتكم هي من تبتعث اغلب الطلاب لتلك الجامعات ولازالت ؟ أليست هي الجهة التي تعترف والتي تصادق على تلك الشهادات؟ أليست هي من تشرف على الدارسين على حسابهم ونفقتهم الخاصة - قبل إطلاق مشروع الملك عبد الله للابتعاث – إذن وبعد الإجابة على كل تلك التساؤلات والتي مفادها بالإيجاب كما أعلم وتعلمون أن وزارتكم هي من: "تبتعث .. تعترف .. تصادق .. تشرف" أتساءل هنا لماذا تقفون دون حراك أنتم كـ"وزير للتعليم العالي" أمام الرفض المطلق من قبل مديري تلك الجامعات في تعيين أبناء الوطن دون ذكر مسببات الرفض حيث لا يوجد أي شيء رسمي أو معلن يفيد بالتقديم عليهم أو ما يفيد بأنهم رفضوا القبول لأي سبب كان ..!! إن هذا الموقف يضعنا إمام تساؤل بسيط ومنطقي هل نحن في دولتين الدولة الأولى: فيها (وزارة تعليم عال) تبتعث أبناءها لدولٍ تثق بمستوى جامعاتها ..!! والدولة الأخرى: فيها (وزارة تعليم عال) جامعاتها لا تثق بمخرجات جامعاتٍ تثق بها وزارتها ،، غير ممتثلة لرؤية وسياسة تلك الوزارة ، صانعة لنفسها رؤية وسياسة خاصة بها . لقد تقدم العديد من أولئك الخريجين بالشكوى من موقف تلك الجامعات إلى وزير التعليم العالي ومع ذلك لا حياة لمن تنادي ..!!

يامعالي وزير التعليم العالي ..

ان موقف وزارتكم يضعكم في مواجهه معنا كمواطنين لكم ولنا نفس حقوق المواطنة وحيث أننا نتفق جميعا على الاحتكام لسياسات وتوجيهات مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهدة والنائب الثاني وما يصرون ويحرصون دوما علية واعتبار تلك التعليمات والتوجيهات هي المرجع لتحديد صحة وسلامة موقفكم أو موقف المواطن.

يا معالــــي الوزيـــــــر ..

السؤال الاول :

كيف تقبل وتعمل وزارتكم - في آن واحد - على ابتعاث أبناء هذا الوطن إلى تلك الدول والاعتراف بشهادتهم والمصادقة عليها بينما ترفض جامعاتنا توظيفهم والتي كما نعلم أنها تأتمر بتعليمات الوزارة وتلتزم بأنظمتها ومن ضمنها قبول خريجي تلك الدول...!!!؟ وكيف يفسر المواطن تجاهلك للشكاوى والتذمر الذي يتقدم بها أبناء وطنك إليك إلا دليل على رضاك وقناعاتك بأن خريجي تلك الدول غير مؤهلين ومشكوك بصحة ومستوى التعليم الذي تلقوه في تلك الدول..؟!!

أما السؤال الثاني:

الذي نتمنى ان يجيب علية معالي الوزير هو كيف تفسر موقفك هذا وأنت تعلم إن وزارتكم صرفت وتصرف ملايين الريالات على أولئك الطلبة وتلك البعثات وعائلاتهم في الخارج..!! وبعد تخرج المبتعث وعودته لوطنه حاملاً شهادة الماجستير أو الدكتوراه ويريد أن يقدم ما لديه من خبرات وتعليم وأن يطور في المجال الأكاديمي ويرد جزء من جميل بلاده علية ويشارك في عجلة التنمية ويحقق طموحاته وتطلعاته يتم رفض طلبه أو إضاعة أوراقه أو تهميش الطلب وعدم النظر إليه لتكون وزارتك تسعى لهدر المال العام دون أن يخدم الدولة أو أبناءها !!

والسؤال الثالث :

ما هو تفسير معاليكم لرفض جامعات الوطن لتعيين أبناء الوطن في الالتحاق بها بينما نجد ذات الجامعات تقوم بتعيين وتوظيف من هم ابناء تلك الدول وخريجي جامعاتها بطبيعة الحال في جامعاتنا ..؟!!

السؤال الرابع :

لماذا تتقاطع وزاراتكم مع أهم جهود تسعى لها حكومة خادم الحرمين الشريفين وهي استيعاب البطالة التي تعاني منها الدولة بل نستطيع القول إن وزارتكم بموقفها هذا متورطة في تعطيل النخب من أبناء الوطن والكفاءات بجعلهم جزءا من مجتمع العاطلين عن العمل ..؟!!

السؤال الخامس :

في ظل سياسة محورية للدولة وتوجه عام يقوم على سعيها لإحلال السعودي محل الغير سعودي..!! هل يعقل إن نقبل بالقول إن لكل جامعة سياسة في التعيين .. هل يعقل أن تكون هناك جامعات تصنع لنفسها سياسات تتعارض مع سياسة الدولة فيما يخص السعوده وأنظمتها..؟!! حتماً ستكون الإجابة بالنفي .. إذاً أين الخلل ؟ هل هو ضعف إدارتكم لوزارتكم بحجة عدم وجود "السياسة المركزية في أسلوبكم الإداري".. والتي ما هي إلا شماعة يعلق عليها كل مسؤول مؤتمن سبباً لتهاونه وتقصيره ؟ أم أنكم تعمدون مخالفة قرارات مجلس الوزراء والذي انتم احد أعضاءه ..؟!!

السؤال السادس :

ما هي سياسة وزارتكم تجاه الأفواج القادمة من بعثاتكم للجامعات الغربية " أوربــــا – الولايات المتحدة الأمريكية – أستـــراليــا.. " هل ستعاملونهم مثل معاملتنا ؟ أم ان لهم معاملة تختلف عن معاملتنا ؟

أخيراً يا معالي الوزير .... فقط اطلب من مدير مكتبكم بالدخول على مواقع جامعاتنا من خلال الشبكة العنكبوتية لتزويدكم بتقرير يوضح لكم (أعداد المتعاقدين) في جامعاتنا و (التخصصات التي يشغلونها) هل هي من الندرة أم من نفس تخصصاتنا ؟ و (الجنسيات التي ينتمون إليها) هل هي من دول أوربية أم من نفس الدول التي تم رفض أغلبنا لحصوله على المؤهل منها ؟ و (مؤهلاتهم من أي جامعة حصلوا عليها) هل هي نفس مؤهلاتنا ومن نفس الجامعات التي حصلنا على مؤهلاتنا منها أم لا ؟ وهل تم تطبيق الشروط التي يطالبوننا بها في إعلاناتهم كـ شرط الحصول على جيد جداً في البكالوريوس ووجود خبرة تدريس جامعات ثلاث سنوات فما فوق لبعض الجامعات وكذلك وجود بحوث منشورة وما إلى ذلك كما يطالبوننا بها ؟ .

إن هذه الأسئلة هي تعبير عن قطاع واسع وشريحة كبيرة من أبناء وطنك من حملة الشهادات العليا ينتظرون منك موقفاً جاداً وحازماً ينصفهم بعد أن شارفوا على اليأس ... [/center][b]